مشاركة مميزة

فييتنام ... كما رأيتها

 اصبح السفر الى خارج العراق  للعمل او السياحة او العلاج امراً عادياً، ولم يعد كما كان قبل عام 2003 حكراً على فئة معينة.

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

26/09/2016

ﻻ كما يراها الوهابية ..... ايران كما رأيتها

قد يثير مقالي هذا زوبعة او يمر مرور الكرام يعتمد هذا على كثير من الامور لست الان بصددها , لكنني سوف اسطر هنا ارائي بكل وضوح .... و اسرد مارأيت في ايران.




ما ان تدخل منفذ زرباطية الحدودي حتى ترى شبابا عراقيين بوجوههم السمر الجميلة و هم يستقبلونك بالود و التحية و دماثة الخلق , ﻻ يستغرق وجودك بالمنفذ اﻻ دقائق ثم يودعونك املين لك سلامة العودة الى العراق.

منفذ زرباطية الحدودي


امتار قليلة تفصل بين منفذ مهران الحدودي و بين منفذ زرباطية الحدودي لكنها تعني الكثير , تعني انك انتقلت من دولة تعصف بها الرياح يمينا وشمالا وبين دولة مستقرة ثبتت جذورها في الارض منذ عقود من الزمن .

منفذ مهران الحدودي من حيث البناء و الاعمار يختلف كثيرا عن منفذ زرباطية و لو نظرنا بعدالة ووضعنا الشيء موضعة بغض النظر عن شبهات الفساد بالجانب العراقي ,لكن من الانصاف القول ان الفارق الزمني بيننا و بينهم يجعل من الظلم المقارنة ,بين حداثة التجربة العراقية و مارافقها من حرب لم تتوقف يوما واحدا سقوط الصنم عام 2003 و لحد الان وبين الجانب الايراني الذي تفرغ للبناء و الاعمار بعد انتهاء حرب صدام على ايران عام 1988.

منفذ مهران الحدودي

لحد يومنا هذا تجد المدن التي شهدت حربا ونزاعا بين (صدام) و ايران اقرب الى الصحارى القاحلة وهذا هو فتك الحروب ,مهران و ايلام ﻻ تشبه كرمنشاه و ﻻ اراك و ﻻقم و ﻻ مشهد .


طريق مهران


اينما يكون الكردي يكون الجبل , فأيلام و كرمنشاه بالذات تجد سلاسل من الجبال ﻻ بد لك من الصبر و الاناة كي تمر بها ,انفاق طويلة و قصيرة مضائه بالكهرباء و طرق ملتوية صعبة تمر بها و انت تحبس انفاسك.


نادرا ماتجد بقعة في ايران غير مزروعة و فعلوا ماهو اقرب للمستحيل بالبحث عن مصادر المياه لري الارض , الفلاح و المزارع الايراني يعمل في كل المواسم و من نتاج ارضه يبيع على الطرق الرئيسية مالذ وطاب ,لذا تجد ان ايران قد اكتفت ذاتيا و لم تستورد منتجا واحدا من الخارج على ما اعتقد.

ﻻ تجد مدينة ايرانية اﻻ و فيها الطرق السريعة العريضة النظيفة اﻻ ما ندر ,  و عندما تزور ايران هذا العام ﻻ تتوقع ان تجد شيئا مشابها العام القادم فهو شعب بنّاء منتج .

اللغات الاخرى شبه ممنوعة في ايران ﻻنك نادرا ماتجد احدا يجيد الانكليزية اﻻ المترجمون و ﻻ يفهم كثير منهم العربية , كل الافلام و البرامج التلفزيونية محلية و ان ارادوا بث فلم او برنامج وثائقي تجده مدبلجا للفارسية في محاولة لابعاد الشعب عن اللغات الاخرى.

الانترنت نادر جدا و حتى بالفنادق هو مكلف وبطيء و متقطع ,الشبكات الاجتماعية محظورة , فإن اردت التواصل مع اهلك و اصدقائك قد يسعفك  تطبيق كسر الحواجز لتلقي التحية على اصدقائك او تتصل بأهلك في بلدك.

وقد انعكس هذا ايجابيا على الايرانيين فتجد التواصل الحقيقي من خلال الاعداد الكثيفة من المتنزهين و المتبضعين و من الزائرين لمرقد الامام الرضا عليه السلام , فقد انتشلتهم حكومتهم و دولتهم من التواصل الافتراضي و البقاء حبيس المنزل خلف الكيبورد الى التواصل الحقيقي و الانتاج و هذا جانب ايجابي , لكن فيه من السلبيات الكثير فالدولة التي تكثر فيها الممنوعات ﻻ شك انها ستكون في خطر.
اسواق مشهد ليلاً

ربما لن تجد اﻻ نادرا سيارة من انتاج غير ايراني في الشارع و هذا يوفر لهم ملايين الدولارات من العملة الصعبة , وقد استفادوا من الحصار ايجابيا بأن جعلوا بلدهم مصدرا ﻻ مستوردا فأنقلب الحصار على المحاصرين .


#ايران لن تهزم في القريب العاجل و واهم جدا من يعتقد انه سوف يهزم هذا الشعب , لقد قطعنا اﻻف الكيلومترات برا بالسيارة ولم نعثر على سيطرة واحدة اﻻ سيطرات المرور و مع هذا تجد ان الامن و الامان مستتب ولن تجد حادثا ارهابيا واحدا بل و ﻻ حتى #عطسة واحدة تهدد الامن و الامان فالقانون الصارم يحكم الجميع  و الضرب على الارهاب و الارهابيين بيد من حديد ان حاولوا المس بأمن البلاد .

الشعب #الايراني كغيره من شعوب الارض فيه الصالح و الطالح , لكن للاسف الشديد تجد استغلالا للزائر و بالذات العراقي , نفس السلع نشتريها في العراق بسعر معقول رغم الضريبة و الكمرك الحدودي لكنك تجد سعرها مضاعفا في بلد المنشأ و هذا يكلف الزائر كثيرا و يعطي صورة بشعة للاستغلال من التاجر للزبون.
واهم جدا من يعتقد ان شعبا كالشعب الايراني ممكن ان يهزم . وواهم جدا من يعتقد انه يستطيع ان يستمر بخداع الشعوب بحكاية : الفرس المجوس ابناء المتعه فهذه الكذبة لن تنطلي الا على المنومين و المخدوعين و الذين اعاروا عقولهم للطغاة .
ان دخلت ايران فلن تجد الا شعبا مواليا لمحمد و ال محمد . شعب منضبط منتج و هذا سر قوتهم