اصبح السفر الى خارج العراق للعمل او السياحة او العلاج امراً عادياً، ولم يعد كما كان قبل عام 2003 حكراً على فئة معينة.
لذا قد يستغرب بعض الاخوة من هذه المقالة و قد يعدها مستغربة و مكررة.
وصلت فييتنام (مطار نوي باي) ظهر يوم السادس عشر من آذار عام 2025 ميلادية ، صباحاً بتوقيت بغداد.
وجدت من ينتظرنا خارج المطار و هو شاب عشريني حسب تقديري و الا فإن وجوههم و احجامهم متشابهة لا تمييز بين الستيني و العشريني.
انطلق بنا الى فندق ( Legend westlake) في العاصمة هانوي ،وبعد استلام الغرف خلدنا الى النوم.
مساءً توجهنا رفقة مترجم و من دعانا ، الى مطعم (حبيبي) للاكلات اللبنانية ، المأكولات الفييتنامية لايمكن للمسلم تناولها.
في اليوم التالي توجهنا لزيارة مصنع مجموعة CTC لصناعة المحولات الكهربائية ، المصنع عبارة عن جملون متوسط الحجم وكل مراحل التصنيع تجري داخلة اضافة الى غرف الادارة و السيطرة .
و بالمناسبة ، يمكن للقطاع الصناعي العراقي انتاج المحولات لو اراد فهي لم تكن معقدة و موادها الاولية يمكن توفيرها والخبرات الصناعية متوفرة و المتبقي هو ارادة قطاعنا الصناعي الخاص للعمل والانتاج.
لكن قد يواجه الصناعي العراقي مشكلة عويصة و هي تغوٌل القطاع التجاري و سيطرته على السوق العراقي و خصته الكبيرة جدا من السوق مقابل حصة الصناعي التي تكاد ان تكون معدومة...
الشعب الفييتنامي شعب لطيف و ودود و محب لمساعدة الاخرين لاسيما الاجانب وتجده يرفض ان تشكره و يعد عمله هذا واجباً عليه...
في احد المولات ، كنت بحاجة الى الذهاب الى المرافق الصحية -اجلكم الله- ولم اجد اية لوحة دلالية تشير اليها بالانجليزية.
حقيقة احترت كثيراً و ذهبت الى اقرب مواطنة تجيد الانجليزية و بكل سرور اتجهت معي الى المكان وتركت عملها و ارشدتني للمكان و حتى انها رفضت كلمة الشكر لانها كما تقول ادت واجبها....
اينما ذهبت تجد الاحترام والتقدير كونك ضيفاً على بلدهم.
هانوي القديمة كئيبة و غير مريحة رغم اننا سكنٌا فندقاً على ضفاف بحيرة West lake الجميلة.
الجمال كله تراه و تستمتع به عندما تخرج من هانوي القديمة حيث الحدائق الغناٌء و الشوارع الواسعة.
انهم يستغلون حتى السجون للسياحة و جلب العملة و الموارد للبلد ، فالسجن الفرنسي لاتدخله الا بمقابل ، بينما تجد عندنا من الاثار والمرافق السياحية ما يتفوق عليها لكنها مهملة...
جولة واحدة بالباص المكشوف كافية لاطلاعك على معظم معالم هانوي القديمة.
السفر والعودة منهكة من العراق (بغداد) الى قطر (مطار حمد الدولي) ثم ركوب طائرة لشركة طيران القطرية تفتقر للكثير من الميزات البسيطة التي يحتاجها المسافر كالاكل وهو الاسوء على الاطلاق ، مقاعد الدرجة السياحية المتقاربة وكأنك محشور في طبقة من طبقات جهنم و العياذ بالله واستغرب من دولة غنية كدولة قطر ان تكون مادية لدرجة تؤثر على راحة الركاب...
تخيٌل انك تتحمل كل هذا التعب ذهاباً واياباً لمدة ست او سبع ساعات في الجو!!!!.
في طريق العودة و صلنا بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا الى مطار حمد الدولي و انطلاق رحلة العودة الى العراق (مطار النجف الاشرف) في الساعة السابعة ، بمعنى ان تبقى في المطار سبع ساعات عجاف انا ان تصوم او تدفع مبالغ طائلة لسد رمقك بقطع من الكيك و العصير ثمنها في العراق 1250 دينار اي دولار واحد او اقل بينما ثمنها في مطار حمد 95 ريال قطري اي مايعادل 34 الف دينار عراقي تكفي لاشباع ثلاث عوائل !!!!.
وعوداً على بدء لقد تعلمت كثيراً من الامور خلال السفر منها اننا يمكن ان نصنع اذا نظمتا امرنا و يمكن ان نكون رواد السياحة بالمنطقة اذا عملنا...
على المستوى الشخصي علمت كثيراً مما كنت اجهله عن السفر و الشعوب و تعاملها مع الاخر ...
شعب لايجمعك به لا لغة و لا دين و لا شكل و لا مضمون سوى انه نظير لك في الخلق يقدم لك كل انواع المساعدة في سفرك و يحترمك اشد الاحترام...
بينما شعوب اخرى يجمعك بها الدين و اللغة و ربما الانساب لكنه يزدريك و يزدري كل ما ينتمي اليك ويعاملك اسوء معاملة واعني بها المملكة الاردنية الهاشمية و ماتعرضنا له بمطار الملكة علياء الدولي عام 2010 خير مثال ...
تعليقات
إرسال تعليق
السلام عليكم
الكلام صفة المتكلم , ارحب بجميع الاراء شرط ان تكون ردودا علمية لا انفعالية و مبتذله....