مشاركة مميزة

فييتنام ... كما رأيتها

 اصبح السفر الى خارج العراق  للعمل او السياحة او العلاج امراً عادياً، ولم يعد كما كان قبل عام 2003 حكراً على فئة معينة.

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات #وطنجي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات #وطنجي. إظهار كافة الرسائل

27/01/2024

[#وطنجي]- كلمات من زمن الحصار

[#وطنجي]- كلمات من زمن الحصار


 
في يوم من ايام الحصار وفي عام 1992 ,كنت على موعد مع موقع عمل

جديد و انتقلت اليه بإرادتي الكاملة بعد المعاناة التي شهدتها الاشهر الماضية.

كان موقع العمل عسكرياً وليس من الامانة المهنية الافصاح عن تفاصيله

لكنه عموما كان مدمرا تقريباً نتيجة لحرب عام 1991 بين الطاغية و دول التحالف التي حررت الكويت.






لم يكن حالي افضل كثيراً لكنني نضجت اكثر و تحسن مستواي العملي اكثر

و صرت اوي الى احد اقربائي بعد العمل

, وكان المدير بشراً (وهو المصطلح الافضل من انسان) بمعنى الكلمة ,اظهر لي الاحترام التام

و كنت اتنقل معه بالسيارة المخصصة له الى بيت قريبي

ثم يأخذ طريقه الى احدى اقضية محافظة ديالى القريبة الى بغداد.

في الايام الاولى كنت انتقل عبر الباصات قبل ان تتوطد علاقتي بالمدير ,

و في احد الايام كان لنا زميل هو (رئيس مهندسين) و عمره كبير لكن روحه شبابية مثلنا

, طيب دمث الاخلاق , زميلنا هذا ركب معنا الباص و بعد مسافة تقرب

الى الكيلو متر عن موقع العمل طلب من السائق الوقوف.

تبين لنا ان زميلنا قد نسي سيارته البرازيلي عند باب الموقع و عاد اليها بسيارة اجرة !!!

و مرت الأيام و صرنا أحيانا ننسى مثله و لكن ليس إلى هذه الدرجة … ربما نلتقي في وقت اخر




05/04/2022

[#وطنجي]:- ماذا حصل بيننا و زميلنا المسيحي في حفل التكريم

بعد اربعين يوماً من العمل المجهد و المتعب حد الارهاق انجزنا المرحلة الاولى من عملنا وظهر اثره على السوق العراقي زمن الحصار و قد وضعت الحرب اوزارها بعد مغامرة الطاغية الارعن صدام بن ابيه بغزوه لدولة الكويت الشقيقة و تشريد شعبها و احتلال اراضيها….

04/04/2022

[#وطنجي]:- وجوه جديدة و بيئة جديدة بعيدة في عراق الحصار

قبل ان ادخل غرفة المدير تخيلت انه كهل او شيخ قد فارق الشباب و ابيض شعره , و ما ان دخلت حتى صدمني منظره و مظهره ,شاب عشريني حديث التخرج ربما من نفس دفعتي موصلي يتكلم العربية العراقية بلكنة موصلية مميزة , يحاول قدر ما يستطيع تقليد حركات و صوت الطاغية الذي كان يحكم العراق انذاك ربما بسبب التشابه المناطقي و الطائفي بينهما و ربما ليمنح نفسه نوعا من القوة و الهيبة بين المهندسين و الكوادر الوسطية.....

استقبلني بترحاب شديد و طلب لي الشاي و بالغ بالاحترام – للامانة – و استلم مني بكل تقدير واحترام كتاب التنسيب و قد علم سلفا انني مهندس جديد قد اتيت  من الجنوب الى بغداد ثم الى الموقع...

ساد جو من المودة بيننا وقد استغرق الحديث بمقدار استهلاك كوبي الشاي لنا , توجهنا بسيارته الحكومية الى داخل موقع العمل الواسع جدا و  شاهدت بأم عيني اثار الدمار التي خلفتها الحرب ...

منشآت  معدنية و قد انصهرت تقريبا , ابنية قد ازالها القصف من الوجود و مشاهد اخرى تحكي صور الدمار لمنشآت بلد كان ديناره لحد عام 1979 يساوي ثلاثة دولارات و اكثر..

بعد حديث شيق بيننا تبين لي من بين السطور ان هذا اشاب الموصلي الوسيم هو مثلي ربما غير راض بما حل بالبلد من دمار لكنه لا يجرؤ على الكلام فالحيطان لها اذان كما كان يقال و ليس لعراقي ثقة بالاخر انذاك ليبثه شكواه و همومه.....

عرّفني بعد لحظات على زميل اخر اقدم مني ولكنه كائن غريب فمن سحنته السمراء النادرة في تلك المناطق الى لسانه الخليط بين البدوي و الموصلي !!!! ...

يتميز زميلي هذا بغرائب لاحصر لها فمن مسافة بعيدة تشاهد دخان سجائره يخرج من شبابيك الكرفان و حبه للفيديو و الافلام قد جعل الزملاء الاخرين بما فيهم المدير يحترمون رغبته بالعيش وحيداً...

مع حبه للوصول متأخرا ايام الدوام مابعد الجمع و العطل لكنه ماكنة  قوية من مكائن العمل بالمشروع لا يكل و لا يمل طيلة وقت العمل .....

انا ايضاً كنت متعطشاً لاثبات الوجود , احبني اغلبهم الا واحد منهم كان عنصرياً فظا غليظ القلب كجده ابو سفيان بن حرب وقد كنت دائم الشجار معه دون ان تصل الى الشكوى المتبادله......

بقيت على حالي شهوراً قليلة بنفس المكان ولكن طموحي لا تلبيه هذه المجموعة فأنتقلت الى الورشة لتطوير نفسي و وجدت زميلا محبوباً , سخر لي كل وسيلة ممكنة لتطوير ذاتي و عرفت بعد سنوات انه فر من العراق الى الخارج نتيجة للاوضاع السيئة ايام الحصار....
انجزنا العمل الملقى على عاتقنا بأقل من اربعين يوماً و ذاق العراق شهد عملنا و بان اثره ولو لايام قليلة في السوق.....

الكثير من التفاصيل لم اعد اتذكرها بعد كل هذه السنوات من عام 1991 الى الان و الكثير الاخر اعرض عن ذكرها لانها غير مناسبة للنشر...

بعد ستة شهور و بالذات يوم 22-11-1991 صدر امر نقلي لمشروع اخر يحتاجني و ربما اكتب عنه لاحقاً...