كان تجهيز الغاز في بداية التغيير و بعد سقوط الصنم عام 2003 يعد معضلة تصورنا ان ﻻ حل لها , ولا تمر مناسبة اﻻ و تحشر قضية الغاز فيها و كأن مشاكل العراق انتهت كلها و لم يتبقى اﻻ مشكلة تجهيز الغاز.
فاز المنتخب الوطني ببطولة امم اسيا لكرة القدم عام 2007 و رفع اللاعبون كأس البطولة مزهوين بالنصر الذي حققوه على منتخب السعودية بالمباراة النهائية , وكانوا يهتفون (جيب الكاس جيبة) , احتفل معهم الكثير من ابناء الشعب لكن بصمة مشكلة الغاز ظهرت واضحة على الاحتفال فقام البعض بتعديل الصورة و وضع قنينة غاز بدلا من الكأس تعظيما للمشكلة و عبارة (جيب الغاز جيبة) ….
الى هذا الحد كانت المشكلة عويصة او ان البعض جعل منها مشكلة عويصة , جاء الحل السحري على يد وزير النفط في حينها (رئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي) و كلها شتمته و ابلغت في ذلك و لكن بالنتيجة انهى مشكلة تجهيز الغاز بإجراء واحد قد نكون كلنا لم نرض عنه في حينه.
لم يعد للمشكلة اليوم من ذكر و طواها النسيان , بل صار من البديهي ان تجد سيارة تجهيز الغاز تدور في الاحياء السكنية و ربما ﻻ تجد من يشتري الغاز….
كل محاولات انعاش الكهرباء في زمن الطاغية باءت بالفشل و زاد الطين بلة انه لا توجد مولدات اهلية في حينها , وبعد التغيير عام 2003 زاد الطين بلة فقد فتح باب الاستيراد على مصراعيه و صارت الاحمال المطلوبة للتجهيز اكثر و قل ترشيد الاستهلاك هذا من جانب المواطن اما من جانب الدولة فيحتاج الى بحث مطول….
اذا اردنا للكهرباء ان تستقر و تحل مشكلتها و تصبح كغيرها طي النسيان علينا ان نحل مشاكل ما بعد التغيير و الانتقال الى نظام ديمقراطي حقيقي , علينا اولا ان نعيد النظر بقانون الانتخابات و قانون المفوضية وقانون المحكمة الاتحادية , لينتج لنا ممثلون حقيقيون لشرائح المجتمع قادرون على تشكيل حكومة خدمة للعراق ……..
علينا ان نرسخ نهجا ديمقراطيا حقيقيا ان التمثيل النيابي هو للدائرة الانتخابية و ليس للحزب او الائتلاف او غيرها…
عندما يتوفى العضو او يستقيل يجب ان يعود الامر للشعب لاختيار خليفة له يمثل الدائرة ﻻ الحزب او الكتلة….
ان استطعنا حل هذه المشاكل , تحل مشكلة الكهرباء لوحدها فلا تتظاهر من اجل الكهرباء اخي العراقي بل تظاهر من اجل التغيير و تصحيح المسار الذي انحرف عن جادة الصواب …


