مشاركة مميزة

فييتنام ... كما رأيتها

 اصبح السفر الى خارج العراق  للعمل او السياحة او العلاج امراً عادياً، ولم يعد كما كان قبل عام 2003 حكراً على فئة معينة.

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

12/06/2015

اختاروا انتم العنوان بعد القراءة المتأنية ...و اقول كي لا يقطع سبيل المعروف

وجدته ذات يوم على مفترق طرق مادي واخر معنوي ,قبل ان يتوجه الى بيته البعيد عن بيتي كانت الصدفة المحظة التي جمعتني به , وقبل ان يتخذ طريقا اخر يمقت الحياة و لايرى بعدها بريقا للامل وجدته

كان منهارا تماما ,لايرى بريق امل,اسودت الحياة بوجهه ,ذلك الوجه الحنطي ذو الانف المعقوف و الجبين المعفر بتربة الصلاة و الشفاه الذابلة من خشية الله ومن عبادة الله...

سألته,ماذا جرى و لماذا انت على هذا الحال ؟ لم اراك يائسا وقد علمت ان القنوط من رحمة الله من اشد الذنوب و ان المصلي التالي لكتاب الله عز و جل؟

قال لي:يافلان اعلم ان الدنيا اسودت بوجهي ولم اعد اثق ببشر من بني حواء وادم ,كلهم يريك عسلا ويبيعك سما زعافاو لكن لانني اعرفك و اعرف قدرك بين بني قومك و اعلم انك البقية الباقية من بني ادم في مدينتي يمكن ان احكي له سوف احكي لك !!!

اهل المنكر قطعوا سبيل المعروف
قلت:نسأل الله ان لا نخيب ظنك ياشيخ

قال:اعلم يافلان ان لي بنتين كالورد المتفتح في الصباح بلونه و عطره ,ربيتهما من الحلال, لم تأكلا  الا من مال مخمس و من كد يدي و من حلال ...

كن معجزات في الدراسة ,من الاوائل  اغلب الاعوام لكن لضعف حالنا اخترن مهنة واحدة يتدربن عليها بعد المتوسطة رغم الحاحي عليهن بإكمال الدراسة !!!

تخرجن بعد ثلاث سنوات و عملن بعد التخرج ,لم اكن بحاجة الى النزر اليسير الذ كن يتقاضينه وقلت لهن احتفظن به لقابل الايام و اعتمدن على الله ثم علي ولن اقصّر ان شاء الله...

جائني شخص معروف ميسور و طلب الصغرى لابنه ,سألتها امها و اعادت لي الجواب بالموافقة و اعدت عليها الكرّة فلازالت راضية ......و لشهرين متواليين هما محرم وصفر لما لهما من قدسية و جمع لشيعة علي امير المؤمنين عليه السلام ,استفدت من تواجد المؤمنين و سألت عنهم فلم اجد لهم الا المادحين ....!!!!

يعلم الله انني لا افرق بين فقير و غني و ميسور و معسور و لازال الكلام لمحدثي  ابحث فقط عمن يخاف الله و اجد الامان لابنتي عنده....

و جاءت (فرحة الزهرة) و جاء معها اليوم الموعود لزفاف الصغرى ,ليلة زفافها استبرأتها الذمة فردت مستغربة : ولم يا ابتِ؟
قلت لها :انني لم اجد منك كلمة امتعاض و لا بطر و لا طلبات كالتي تصر عليها البنات في عمرك ,اجدك اول من يستيقظ بعد الاذان ,واجبات البيت تقومين بها بلا الحاح منا و اجد انها لذتك في هذا البيت فجزيت خيرا....

مضى العام الاول لها و لم تشكو لي شيئا كعادتها و مضى العام الثاني ووجدت همسا بين امها و بينها وعرفت انها لكما تتصا بأمها كانت تبكي ....
اخيرا عرفت ان هذا (الميسور) ما طلبها الا لتتكفل معيشة ابنه و لم يطلبها الا ليستفيد من النزر اليسير  من راتبها ,لم يكلف نفسه النفقة كما امر الله تعالى و لم يكن رجلا بمعنى الكلمة ليس هذا فقط ....بل ليس لديه انفه و لاحمية تجعله يستعفف عن مالها الذي كدها و تعبها من الحلال....

لا اطيل عليك و الحديث للشيخ العجوز ما حصل للصغرى حصل للكبرى  التي تزوجت بعدها بأيام  و كانت تحذو حذوها حذو النعل للنعل ,بل وكأن النذالة و الخسة قد تواصوا بها ....

بعد البحث و التمحيص وجدت ان كل من سألتهم غشوني تحت ذريعة (مانريد نوكف قسمة) و قد كتموا شهادة الحق فالويل لهم يوم لا ينفع مال و لابنون .....و قد تحملت من المعاناة ما لا يحمله بشر جراء هذا ....

بل و ازيدك من الشعر بيت ان (المشية) التي جلبها من طلبوا الثانية كانوا (فضائيين) لا يعرفون الطرفين و لا يعرفون لماذا اتوا اصلا حتى دخلوا بيتي

قال لي: ابعد كل هذا يافلان تريد مني ان لا اعيش الهم و الغم و الكمد .... كتمان شهادة الحق ..... و شهادة الزور .... و اكل اموال المرأة قهرا كما حصل في الجاهلية الاولى و تريد مني الصبر و الامل

بذهول شديد انسحبت ولم انبس ببنت شفه !!!!
ااقول له اصبر؟
لقد عجز الصبر عن صبره !!!
ااقول له توكل على الله ؟
سيماه في وجهه من اثر السجود

تمتمت و انا ابتعد مذهولا ..... لاحول و لاقوة الا بالله العلي العظيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم
الكلام صفة المتكلم , ارحب بجميع الاراء شرط ان تكون ردودا علمية لا انفعالية و مبتذله....