لو تصفحنا التاريخ لوجدنا مواقف مشرفة للمرجعية الدينية الشيعية على مدى التاريخ , و لوجدنا ان تعدد ادوارهم و هدفهم واحد تأسيا بسيرة اهل البيت عليهم السلام…
فكان دور المجدد الشيرازي رحمه الله بارزا في لي ذراع بريطانيا (العظمى) و ارغام انفها الوحل عندما اصدر فتواه الشهيرة بتحريم التنباك (التبغ) …. الذي ارادت بريطانيا احتكاره بتفويض من ناصر الدين شاه ملك ايران في حينها…..

إن جميع أهالي إيران تركوا التدخين، وكسروا (النارجيلات) وكل آلة تستعمل للتدخين في بلاد إيران، حتى أن نساء قصر الشاه كسرن آلات التدخين في القصر، وعرف الشاه هذه الحقيقة التي لم يتصورها لحظة ما، بأن قوة المرجع الديني أقوى من سلطته.
و حتى الفسقة الفجرة كسروا النارجيلات وتركوا التدخين قائلين: كنا نفعل المعاصي وعهدنا بالله ورسوله ان يقبلوا التوبة فإذا عصينا السيد الشيرازي فمن يدعوا لنا الله ليغفر ذنوبنا.
و لما اساء المرتد سلمان رشدي الى مقام النبوة الخاتمة اصدر السيد روح الله الخميني فتواه الشهيرة بهدر دم هذا المرتد جزاءً وفاقا لما اختطت يمينه من بهتان في كتابه ايات شيطانية ,فكانت رادعا لمن خلفه و رعبا له لانه من اهل الدنيا.
ولم تخرج فتوى الامام السيد محسن الحكيم (قد) بتحريم الانتماء للشيوعية و اعتبارها كفرا و الحادا و لافتوى السيد محمد باقر الصدر(قد) الشهيرة "لو كان اصبعي بعثيا لقطعته" عن هذا الاطار العام الذي مؤداه الى ان المرجعية اب للجميع و الاب يحرص على ابناءه كما يحرص على نفسة مما يكدر صفو ايمانها بالله و الخلق القويم و الاصيل.
و اليوم بعد حصول التغيير عام 2003 كانت التحديات من نوع اخر ربما ادق مما مضى , وقد تصدى اية الله العظمى السيد السيستاني للامر و كان من ثمرته ان العراق قد سلم مما خطط له من مسخ هويته وتسليط الغريب و الفكر الغريب البعيد عن افكار العراقيين و دينهم و خلقهم القويم , كان من ثمرته دستور وحكومات متعاقبة ادت الى خروج المحتل الاجنبي , وكان من ثمرة هذا التصدي فتوى الجهاد الكفائي التي حفظت ارض العراق من التكفيريين الظلاميين…
وكما توقعنا كان اشكال البعض سقيما وحاولات بائسة لخلط الاوراق و العزف على الوتر الطائفي ,ان فتوى الامام السيستاني لم توجه ضد مكون من مكونات الشعب العراقي انما موجهة لحماية العراق من الظلاميين التكفيريين و لحفظ بيضة الاسلام فلن يبقى اسلام مع سيطرة هؤلاء المرتزقة على العراق , و قد اثبتت الايام ان الفتوى في محلها تماما ,فقد اراد الامريكان الارتهان لمصير العراق و تمرير مساومات رخيصة في مقابل مد يد العون و منع انهيار العراق لكن الفتوى جعلت المؤمنين الموالين في تماس مع واجبهم الشرعي تجاه ارض المقدسات , وقد فاجأت حتى الداعشيين انفسهم فأخذوا يضربون اخماسا بأسداس و ها هي الاخبار المكتواترة تنبيء عن انهيار سريع وهرب لهؤلاء الجرذان من الاراضي العراقية تدريجيا مع تقدم جند العراق الشجعان بأتجاه معركة الحسم في الموصل.
لايعرف الباغون ان من عرف الله سبحانه لا يستبدله بملك الدنيا كله وهذا حال المرجعية الدينية …. و للحديث صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم
الكلام صفة المتكلم , ارحب بجميع الاراء شرط ان تكون ردودا علمية لا انفعالية و مبتذله....