على غير عادة الشعوب التي تتعرض لتهديد مصيري يتعلق بوجودها على خارطة العالم , تتناسى شعوب العالم كل ماهو خلافي و اختلافي بينها بل حتى لو وصلت القضية الى الدماء !!! لان مصيرها مهدد,فإننا نلاحظ حملة على الفيسبوك تدعوا الى تغيير النظام الجمهوري البرلماني الى جمهوري رئاسي ,فهل هذا ممكن ؟ و هل وضع العراق الان و داعش على حدود مدنه و الموصل و الرمادي لازالت محتلة هل يسمح بمثل هذه الخلافات . 1- هل من الممكن دستوريا التحول الى النظام الرئاسي (الدكتاتوري) ؟؟؟ *** يحتاج الامر الى تعديلات دستورية جوهرية ,تتطلب اغلبية الاصوات + عدم اعتراض ثلثي ثلاث محافظات فهل يضمن المروجون لهذا الموضوع على الفيسبوك هذا ؟ انا اضمن لكم حصول اعتراض من ثلاث محافظات عراقية بكاملها و ليس ثلثيها مسعود برزاني و اقليمه يكفي لابطال الاستفتاء لتغيير نظام الحكم 2- ماهي العيوب الخطيرة في النظام الرئاسي *** ان اهم ما يعيب النظام الرئاسي هو استبداد شخص واحد بمصير الشعب ليكون اشبه بالنظام الدكتاتوري ,فإضافة الى استمرار وجود البرلمان على عكس ما يروج من شنو الحملة و حصول النواب على نفس الامتيازات ن...
#وطنجي
#الحلقة_1
لم يكن من السهل نسيان ذلك اليوم من عام 1990 عندما ظهرت النتيجة بالنجاح و التخرج , كانت أحلامي كبيرة واكبر من ان يسعها العراق المضطرب أنداك و المشغول بمناوشاته السياسية مع الكويت و ألإمارات…
كنت حينها قد رزقت بطفلة مصابة بالفتحة الولادية و منذ ذلك الوقت كان الطب متخلفا جدا حتى قبل الحصار .
أثناء الدراسة الجامعية آليت على نفسي ان لا أتعاقد مع أي تشكيل عسكري تابع لهيئة التصنيع آملا أن أتخرج لأجد سبيلا آخر للعمل و بذات الوقت فأنا لا احب العسكرية بطبيعتي و منذ الولادة حتى ان انني كتبت في بطاقتي المدرسية نادرا ما يهتم بالامور العسكرية مخالفا بذلك جميع زملائي الذين كتبوا ما يريده السلطان انذاك بين محرج و مجبر…!!!!!.
قام النظام انذاك بإيقاف كل التعيينات على القطاع العام كي يضطر الشباب للتعاقد مع التصنيع العسكري و ليبقى عشرة اعوام مهددا حتى تنتهي مدة العقد ويكون مجزياً عن الخدمة الاجبارية المذلة.
وجدت نفسي لا اقوى على شيء وانا انتظر رويدا رويدا السوق الى مقبرة العقول وهو التجنيد الإجباري , حيث يتحكم بك من هو اقل منك علما و عقلا حتى تصل الى توجيه الاهانة لك و لعيالك فقط لانه الامر وانت المسكين المتلقي للامر…..
ماذا افعل ؟ قيل لي ان هناك مصنعا يطلب مهندسين وانك متزوج فلا خوف عليك حتى لو اصبت بالعقم بعد العمل و مع هذا ذهبت وقدمت أوراقي ولم يصل الجواب …
تم "السوق" و هي كلمة قاسية جدا على انسان فأنت تساق بالعصا كالحيوان تحت شعار خدمة العلم , وجدنا بعض من الضباط من يقدر ويحترم العلم و الكفاءة العلمية فكان يعاملنا معاملة مخففة و لا يرضى بإهانتنا فكانت بارقة امل لنا…
"لقد غدر الغادرون … وارتكب زميل الشيطان( بوش ) جريمته النكراء …..” هكذا ابتدأ رئيس النظام البائد خطابه الموجه من أحدى الحفر إلى الشعب العراقي …
إذاً وقعت الحرب التي لا محالة منها بعد ان فشلت كل الجهود الدولية و العقوبات و الحصار الذي دفعنا ثمنه كشعب و ماتت ابنتي تحت طائلته في إيقاف الطاغية عن مغامراته و رعونته.
جاءنا احد الجنود مازحا … يا الله يالله …
أجبناه
وين ؟
كل واحد يلم يطغه و للجهراء
ثم انفجر ضاحكا مبينا لنا أنها مزحه…
زميلي "الدوري" الذي كان له فضل علي في اختيار الفرع الذي ادرسه عندما كنا في معسكرا تدريب الطلبة وانقذني من الدراسة بجانب شلة من المزمنين في فرع السيارات كان معي في ذات المعسكر..
كان يجيد اللغة الفرنسية وكنت لا اعرف سوى "لا فاش كيري" التي اسمعها من منونت كارلو وترجمتها البقرة الضاحكة فصحح لي..
- لا يابه !!! البقرة التي تضحك !! الهايشه !!!
-عدنا هايشه و عدهم فايشه !!!
ثم يذكر حال فرنسا المتقدم وحالنا المتخلف ثم
- اوهو امداكم وامداي و الامة العربية جميعا ع الواهس !!!
وهو الذي تفحص نشرة مونت كارلو باللغة الفرنسية ولم يجد فيها شيئا جديدا حتى اعلنت الضربات من كل المحطات…
حتى امرأته التي كانت تزوره الى الكلية كانت تدرس اللغة الفرنسية , وقد تعلم الفرنسية عندما ارسلته الحكومة الى فرنسا لدراسة الهندسة في فرنسا على نفقة وزارة الدفاع وبعد ثلاث سنوات قالو لهم:
- لا نحتاج اختصاصكم عودوا الى العراق
و عادوا معنا من المرحلة الاولى حتى التخرج
(بعد انشط)
ازدادت شدة الضربات و كان يسمح لنا بالنزول ليومين فقط بين فترة واخرى على ان نعود بوقت محدد والى مكان محدد…
كنت أرى محطات الوقود تحترق لتحيل مدينتي إلى دخان وليلها إلى نهار و صفارات ألإنذار تنطلق بين فترة وأخرى, كل هذا وانا اقف تحت العمارة التي تمر من أمامها السيارات التي تقلني إلى القصبة التي اسكن فيها و امضيت الليل كله على هذا الحال…وفي الصباح حصلت على سيارة أجره و بأجرة مضاعفة !!!..
في احد ألأيام جاءت لجنة لانتقاء ممن يرغب بالعمل بالتصنيع العسكري , ومع هذه الحرب الضروس وغياب الأمل بانتهائها قدمت نفسي للجنة و وعدوني بالحصول على الموافقات خلال مدة قصيرة وهو ما حصل…
وصلنا العاصمة بغداد و اخبرونا اننا في اجازة لاسبوع حتى يتم تنسيبنا الى المواقع التي يريدون ف "المنشأة" اقرب في عملها الى العمل المدني بعيدا عن العمل التصنيعي العسكري وان ارتباطها فقط بالهيئة ….
توجهنا إلى أهلنا كل إلى محافظته لنتمتع بالعطلة قبل التنسيب , وفي اليوم الخامس من الإجازة استيقظت صباحاً على نداء غريب لم اسمعه منذ ولادتي ولكنه هز جسدي هزاً و كأنه معجون في دمي…
- ابد و الله ما ننسى حسيناه
هذا النداء لم يكن موجودا ايام اللانظام فماذا حصل ؟
أبلغت أن انتفاضة قد حصلت وفي طريقها لإسقاط النظام بعد الهزيمة المذلة في حرب الكويت…
<<< وللحديث صلة>>>>
تعليقات
إرسال تعليق
السلام عليكم
الكلام صفة المتكلم , ارحب بجميع الاراء شرط ان تكون ردودا علمية لا انفعالية و مبتذله....