بعد اربعين يوماً من العمل المجهد و المتعب حد الارهاق انجزنا المرحلة الاولى من عملنا وظهر اثره على السوق العراقي زمن الحصار و قد وضعت الحرب اوزارها بعد مغامرة الطاغية الارعن صدام بن ابيه بغزوه لدولة الكويت الشقيقة و تشريد شعبها و احتلال اراضيها….
قررت الجهة المستفيدة و هي جهة حكومية -لا يذهب بالكم بعيداً - تكريم الكادر المنفذ بحفل عشاء و هدايا بسيطة , اما مسؤولينا في الادارة العليا فقد كرمونا بمكافأة الفين و خمسمائة دينار للمنفذين و الفي دينار للمساعدين و كانت قيمتها الشرائية عام 1991 لاتزال لا بأس بها…
كانت المائدة عامرة بما لذ و طاب و قد حرصوا على ابعاد (المشروب) عن المائدة لمن يريد طبعاً, اتذكر انه كان معي مهندس مسيحي و بالاحرى لم يكن مهندساً بل من خريجي قسم الدرسين الصناعيين و لكنه عمل كمهندس انذاك…
زميلنا كان في قمة الذوق و الاخلاق و لم اتخيل لحظة واحدة ان قد يرغب بتاول الخمر اجلكم الله , كنت و زميلنا الاكبر الذي حدثتكم عنه في المقال السابق و الذي فر فيما بعد الى الاردن , كنا نتبادل اطراف الحديث و هو ايضاً كان ملتزما و يجد تناول الخمر من القذارة لكنه لا يجهر برأيه سألني عن رأيي و كان زميلنا المسيحي يسمع فأجبته:
- انه رجس من عمل الشيطان و هو اقذر من القاذورات !!!
بعد ان ذهب زميلنا الى بعض شأنه عاتبني وقال انك قطعت الطريق على المسيحي الذي قد يرغب بتناول الخمر !!!
- قلت له هذا رأيي و لم امسك بتلابيبه و امنعه…
حقيقة لم اتخيل ولو للحظة واحدة ان هناك انسانا سويا مهما كان دينه قد يرغب بتناول الخمرة ….. كم كنت طيباً حينها و كم كنت غريرا لا اعرف من الحياة الا ظاهرها
و للحديث صلة
تعليقات
إرسال تعليق
السلام عليكم
الكلام صفة المتكلم , ارحب بجميع الاراء شرط ان تكون ردودا علمية لا انفعالية و مبتذله....