مشاركة مميزة

فييتنام ... كما رأيتها

 اصبح السفر الى خارج العراق  للعمل او السياحة او العلاج امراً عادياً، ولم يعد كما كان قبل عام 2003 حكراً على فئة معينة.

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

17/04/2016

ماذا بعد داعش ؟

لماذا وصلت الأمور في العراق إلى مرحلة داعش ؟ وما هي العوامل التي أوصلتها إلى هذه المرحلة ؟هل هي عوامل داخلية؟ ام عوامل خارجية؟ ام الاثنين معا؟ هل هناك من يخطط لتدمير العراق ؟ هل هو من الداخل ام من الخارج؟ ام بتعاون من داخل و خارج العراق؟



كيف نفسر الوقوف المعلن للولايات المتحدة مع العراق ,لكن لا دور حقيقي لها جلي وواضح يترجم هذا الموقف؟
هل أرادت (تحرير العراق) ؟ فكيف تريد الآن تسليم العراق لقوى محتلة؟
للإجابة على كل هذه التساؤلات ينبغي لنا اولا البحث في الاسباب  الحقيقية للتدخل الامريكي في العراق ,هل كانت التضحية بالجنود الأمريكان و انفاق اموال دافعي الضرائب على الحرب لسواد عيون العراقيين و إن أمريكا جمعية خيرية عالمية تحرر الشعوب لوجه الله؟
هذا السؤال الذي سألناه لأنفسنا أكثر من مرة و بإلحاح شديد بعد عام 2003 و لم نجد الإجابة الواضحة له و تركناه للزمن ليجيب عنه .....
بدايات التدخل و ما بعدها قد تعطينا مؤشرات مهمة جداً فلم تبدأ الولايات المتحدة بمنح العراقيين حقهم الذي كفله ميثاق الأمم المتحدة و الأعراف الدولية  باختيار نظامهم الدستوري و لم تمكنهم من اختيار ممثليهم في مجلس نواب قانوني و شرعي الا بعد الضغط الشعبي  وفتوى المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف  المعروفة بالفتوى الدستورية ... و نحن هنا بالتأكيد لسنا بصدد تقييم التجربة مطلقا و انما بصدد بيان شاهد على ان الولايات المتحدة كانت تبيت امراً ما...
ارادت امريكا للعراق نظاماً شبيها بنظامها الانتخابي ويسمى الكلية الانتخابية  و هي الية معقدة لا تتيح للعراقي انتخاب من يمثله مباشرة ...!!!! و لو طبقت هذه الالية في العراق لوصل كل انتهازي و صاحب جاه و مال و متخلف الى مجلس النواب و لساء الامر اكثر مما هو عليه الان....
لم تكتف بذلك بل ارادت كتابة دستور للعراق لا يحمل من العراقية الا الاسم ,بأياد أمريكية و قدمت لذلك بما يسمى قانون ادارة الدولة المؤقت سيء الصيت المرفوض عراقيّاً  ومايسمى مجلس الحكم ....
كل هذه الخطوات تنبئ عن  إرادة أمريكية بالتحكم المباشر بالعراق و تعيين من تشاء من المقربين اليها , ويبدوا لنا انه لم تكن لديها ارادة للتغيير الشامل في العراق بل أرادت تبديل الأقنعة العفلقية فقط و ربما خلافة الطاغية بعناصر من الخط الثاني او الثالث في تسلسل تلك العصابة التي عاثت في الأرض فساداً و أهلكت الحرث و النسل و لم ترحم شيخا و لا امرأة....
الرفض الشعبي العراقي أجبرها على الانصياع لا رادة الشعب , وأفشل كل مخططاتها فهل يمكن ان نتصور ان دولة مثل الولايات المتحدة الامريكية لها مصالحها المهمة في المنطقة تقف مكتوفة الايدي مع وصول من لا ترضاهم و لا يحققون مصالحها الى سدة الحكم في العراق؟
الولايات المتحدة الامريكية ايضا لا يمكن ان تستغني عن رأس المال الخليجي بكل الاحوال  , و الخليج و المملكة (خلا سلطنة عمان) هي دول معادية و رافضة للوضع الجديد في العراق  , فهل من الممكن ان نتصور انها تستغني عن المال الخليجي و نفط الخليج من اجل حرية العراق ؟ !!!!!!
كيف يمكن اخضاع الشعوب و كسر ارادتها؟ الجواب: الجوع و نقص من الانفس و الثمرات , و هنا يمكن ان نقول ان الولايات المتحدة ان لم تكن مسؤولة مباشرة عن جرائم الارهاب في العراق فقد غضت النظر عن التغلغل الارهابي الخليجي في العراق و الارهاب ينزع الامن و الامان من المجتمعات و يعم الهرج و المرج و لن تنفع الاغلبية و ستكون اول الخاسرين  مع طوفان الدماء و مشاهد الانفجارات اليومية و ان فازت بالانتخابات ...
و عندها تتزعزع الثقة بالحكومات و ان كانت نزيهة و ملائكية و تنتهي هيبة الدولة و يستباح المال العام و يصير دولا بين الفاسدين و الاغنياء و تذوب الطبقة الوسطى و يكبر حجم الطبقة الفقيرة و تتحكم اقلية غنية او فاسدة لا مبدأ لها بمصائر الناس.
إن تراكم الأخطاء و انعدام الإرادة الحقيقية لتصحيحها هو من أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه و هو من جعل الفقاعة تنفجر لتدمر و تحتل ثلث العراق  في ليلة و ضحاها و هو الذي أدى بشبابنا في قاعدة سبايكر و سجن بادوش الى حتفهم  و هو الذي جعلنا إلى ألان ننزف شبابا و لا أقول ننزف دما ً...
بعد سقوط الصنم عام 2003 أسقطت ديون العراق بمعظمها عدى ديون الدول (الشقيقة) و شهد الدينار العراقي قوة وثباتاً جعل العراقي ينتعش مؤقتاً و يحصل على معظم حاجاته الاساسية التي افتقدها سابقاً .
و هنا لابد ان نشير الى عوامل عراقيّة داخلية ساهمت في تكريس ظاهرة داعش و تغلغلها في المجتمعات السنية العراقيّة  , وهي انعدام الثقة بين مكونات الشعب العراقي و يخطيء من يقول ان السياسيين هم السبب بل لها جذور عميقة و كانت تحت الرماد حتى صارت حريقا اكل الاخضر و اليابس , ذهبنا للانتخابات لتحقيق ذواتنا و تلبية حاجة مهمة و هي الامن من الاخر و تقوية جبهة الطرف الذي ينتمي اليه مقابل صقور الطرف الاخر ....كنا ننتخب على اساس المخاوف لا  على اساس المشاريع المطروحة و لا يمكن لدولة تبنى على المخاوف الصمود طويلاً.......
مع تمسك الفاشل و الفاسد بمقادير الامور في هذا البلد الذي عاد مدينا كما كان قبل سقوط الصنم  وحل التقشف محل البحبوحة في العيش و صار الانسان فيه يخاف على لقمة عيشه و افتقر بعد غنى نسبي ,صار تمرير اي مشروع يخطط له من يريد تركيع العراق امراً اسهل من ذي قبل مع تزايد السخط العام على هذه الاوضاع.....
فكانت داعش هي ضالتهم  وحجر البهلول الذي حل لهم اكثر من مشكلة في ان معا فهي تستنزف الارواح و الاموال و تضيع على العراقيين فرص التقدم بدلا من الانشغال بالحرب و الدفاع و تهدد مستقبل هذا البلد و تضعه في مهب الريح .....
توضحت نوايا الولايات المتحدة بعد سقوط الموصل وقالت انها لن تتدخل فهذا (شأن داخلي عراقي) و السيد مسعود برزاني قال ان هذا هو (صراع سني -شيعي لسنا طرفا فيه) و طبلت و هللت دول الاعراب وظنت انها سوف تقضي على العراق , الولايات المتحدة و السيد مسعود غيروا مواقفهم تماما بعد فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها سماحة السيد السيستاني دام ظله بينما ازدادت دول الاعراب حقداً و طائفية....
يحتاج المخططون الفاعلون الى صفحة اخرى لاتمام ما ارادوا و هي التلاعب بسوق النفط العالمي فقط صادف ان ثلاث دول هي العراق و روسيا و ايران تعتمد اعتمادا كليا على النفط في اقتصادها و لاحت الفرصة و بدأت لعبة تخفيض الاسعار بمشاركة فعالة من دولة الارهاب السعودية , فأحتياطيها من العملات الصعبة لن يتأثر كثيرا طالما ان المقصود هو لعبة قصيرة لتركيع هذه الدول و تحقيق هدفها  المنشود ...
فكما ساهمت امريكا بنسبة معينة من الجهود في الغاء ديون العراق ها هي اليوم تعيد العراق مدينا كما كان ,و كما كان المكون الشيعي وقودا لحروب الطاغية صار وقودا للحرب ضد داعش مضطرا لا مخيرا دفاعا عن مقدساته و حرماته , ارادوا بذلك ارغامهم على اتخاذ مواقف لا عقلانية تعيدهم تحت ظل حكم طاغوتي كما كان قبل عام 2003 .... ويمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين....
زاد في الطين بلة وصول (قادة) اقل مايقال عنهم انهم فاشلون فبدلا من حل مشاكل المواطن ساهموا في تزايده و تأجيلها و تراكم الاخطاء , ساهموا من حيث يشعرون و لا يشعرون في افقار الانسان البسيط و صاروا يحصدون اصواتهم بشيء بسيط لا يذكر و حلول ترقيعية تافهة, فبدلا من حل مشكلة البطالة للجميع صاروا يخدعون الناس ان من ينتخبهم (يعينونه) و ماهو الا عمل مؤقت (اجر يومي) لا يغني و لا يسمن او الزج بهم في قاعدة سبايكر فكانوا طعما لعسلان الفلوات  من ابناء الطلقاء...
ان مابعد تصفية داعش لن يكون بالتأكيد افضل مما قبلها و هناك مقدمات برزت الان لست بصددها ولعلنا قريبا نناقشها في موضوع اخر



10/03/2016

انا الوزير ..... انا الزعيم

انا الوزير ..... انا الزعيم

جموع غاضبة تهتف بنسق عجيب و كأنها تدربت من قبل في ارقى كليات الشرطة العالمية , انها سمفونية تعزف في الساحة .




الاف المتظاهرين يهتفون .....

- فلان الفلاني .... بااااااااااطل
- فلان الفلاني ...... فااااااااااااااااااااااشل

جائني رجل من البطانة يسعى قال يا سيد (....... )!! مالك و مال تولي اعمال الناس انه ماء آجن  كما قال جدك علي امير المؤمنين ...!!!























لعمري انك من بطانة الخير و لكنني لست ممن تولى اعمال الناس فما انا اﻻ موظف بسيط اكل عليه الدهر و شرب !!!

- يا سيدي ماهذا القول الذي لم اعهده منك ,لقد عهدناك صادقا مع نفسك و مع خاصتك و مع العامة !! كيف تنكر انك وزير ال (........) في حكومة الدكتور حيدر جواد العبادي !!!

اقسمت له بأغلظ الايمان ان ﻻ عهد لي وﻻ وزارة مع الدكتور العبادي  و ما انا بكاذب !!!

وسط هذا الجدال اخذت الجموع تقترب مني شيئا فشيئا احسست انهم يحاولون خنقي و انا اقسم لهم انني لست و زيرهم العتيد ,الذي وعد العراقيين بتصدير الكهرباء للعالم و لست وزيرهم البطل !!! صاحب المنجز العظيم جولات التراخيص التي يإن منها البلد الان !!!

ظلت الجموع تقترب و تقترب حتى سمعت من بينهم صوت محبب الى نفسي هو صوت الاذان يقرع سمعي  ...


-الحمد لله كان كابوسا مرعباً ...
-استغفر الله .... الحمد لله على اﻻئه ...
-اصبحنا و اصبح الملك لله ﻻشريك له


09/03/2016

هل تنبهتم للخطر ؟ ام ما زلتم (نايمين ورجليكم بالشمس) ؟

طالعتنا الفضائيات يوم امس ان وزارة الدفاع العراقية قد ارسلت قانون الخدمة الاجبارية الى مجلس شورى الدولة تمهيدا ﻻقراره.



و هذا يعني ان القانون قد اصبح في مراحله الاخيرة و ربما سنفاجأ بإقراره كالعادة دون ان ينتبه ابناء الشعب العراقي لمدى خطورة مثل هذا القرار و كأنه ﻻ يعنيهم.

ان اقرار قانون الخدمة الاجبارية هو اقرار بنوع جديد قديم من انواع الفساد لمسناه خلال ايام النظام العفلقي السابق و سيجني منه الفاسدون مبالغ طائلة كالبدل النقدي الذي سيتسرب الى جيوب الفاسدين في ظل (ولاية فرهود) و مايسمى التبرع (الرشوة) لغرض الاعفاء من بعض المهام العسكرية الخ.

ان دول العالم التي تشهد عزوفا عن اداء الخدمة العسكرية تسن مثل تلك القوانين ﻻجبار مواطنيها على اداء الخدمة بينما في العراق على العكس من ذلك نشهد اقبالا شديدا على التطوع في الجيش بل وحتى التطوع بدون راتب مضمون بعد فتوى الجهاد الكفائي ...


فلماذا تسن تلك القوانين رغم ذلك و لماذا ﻻ تفكر الدولة برواتب الجنود الحاليين و ارزاقهم و عتادهم بدلا من اضافة جنود اخرين ﻻ تتمكن من توفير ابسط الامور لهم فضلا عن كونهم مجبرين على اداء الخدمة !!!


لقد هالهم ان تخرج الملايين تحت راية القادة الذين ارتضوهم دون اكراه للانتخابات و الاصلاح و الجهاد الكفائي و قرروا ان يكون مصير هؤلاء الشباب الواعي بيد حفنة من الفاشلين  ممن اضاعوا ثلث ارض العراق و ليكونوا موردا جديدا من موارد الفساد .... فهل تنبهتم الى عظيم الخطر المحدق بكم ام ﻻ زلتم نايمين و رجليكم بالشمس ؟ !!!!

22/02/2016

الحرب الاعلامية بين الدعوة و المجلس و مرحلة كسر العظم

الحرب الاعلامية بين الدعوة و المجلس و مرحلة كسر العظم

لا ادري لماذا يريد البعض ان يجرنا قسرا لنكون في صف احدى كفتي الصراع العتيد بين الدعاة و خصومهم التقليديين من المكون الشيعي الا وهم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي و لا يتصورون مجرد تصور ان
يكون المرأ حياديا على الاقل في صراع ازلي بين افراد من بني جلدته لا يريدون له ان ينتهي حتى وصل لمرحلة كسر العظم.


آخر صرعات فريق الدعاة انهم جلبوا خطبة قديمة لاحد شيوخ المجلس و اقتطعوا منها مفردة بسيطة ليجعلوا منها قضية يشغلوا بها مرتادي الشبكات الاجتماعية و الشارع العراقي عن الكوارث التي يعاني منها البلد.

طيب ، لنحسب كم تكلف النستلة التي استهان بها البعض للتندر و تصفية الحسابات لنفترض ان العائلة الواحدة تنفق 2000 دينار يوميا على النستلة و البيبسي اي 60000 دينار شهريا او 720000 دينار سنويا و لو فرضنا ان معدل عدد افراد العائلة العراقية هو 5 افراد وان تعداد سكان العراق 32000000 فأن العراق سينفق 4,608,000,000,000 سنويا على النستلة و البيبسي .

ولنعد لصلب الموضوع ...اليست لدينا قضايا اهم من الصراع بين الدعوة و المجلس الذي وصل حد التراشق بالنعل اجلكم الله في ايران ايام المعارضة ؟

 اليس رفع الدعم عن القطاع العام الصحي و اثقال كاهل الفقير يستحق منا اكثر من وقفة ؟ اليس في جشع الاطباء و حرمانهم المرضى الفقراء من العلاج و احالتهم الى المستشفيات الخاصة اكثر هولا من مجرد الحديث عن النستلة !!!!

اليس في مستقبلنا المجهول الذي لا نعلم منه شيئا رادعا لنا عن مثل هذه السفاسف و الدخول بين هؤلاء المتخاصمين ؟

اليس الاولى التركيز على دعم من نذر نفسه و ماله و راحته للدفاع عن وجودنا على هذه الارض و عن كرامتنا الا و هم المجاهدون المتطوعون تحت لواء المرجعية العليا؟




 اننا بحاجة ايها الاخوة لغربلة افكارنا و ان نكون جديين تماما فقد ولى وقت الخدر و الهزل و مستقبل اجيالنا على كف عفريت ...... فلنعمل العقل قبل كل شيء

11/01/2016

مستقبل المنطقة في مهب الريح ...السعودية تحرق الشرق الاوسط

مستقبل المنطقة في مهب الريح ...السعودية تحرق الشرق الاوسط

ما ان قام مسعود برزاني رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته بزيارة لبعض من دول الخليج



 الشهر الماضي و ما ان اتضح تقدم القوات العراقية في جبهات القتال ضد تنظيم داعش الارهابي حتى انكشف المستور و اتجه داعموا داعش الى الحرب بالاصالة بعد اعوام من حرب الاستنزاف بالوكالة.


زيارة مسعود بارزاني للخليج


دخول القوات التركية منطقة بعشيقة بالموصل و رفض الاتراك الانسحاب رغم انهم ادعوا انهم انسحبوا استجابة لطلب الرئيس اوباما !!! اول المؤشرات على من هو المستفيد و الداعم لهذا التنظيم الارهابي.
اتضحت الامور ولم يعد هنالك من شك ان تركيا من مؤسسي داعش و المستفيد الاول من اضعاف العراق و سرقة ثرواته.
ان نزول تركيا الى الساحة مباشرة بعد تهاوي داعش يؤكد حرصها على حماية خطوط تهريب النفط العراقي و السوري الى تركيا لتستفيد منه شركات اردوغان و اغلو و غيرهم من ساسة تركيا!!!




دخول القوات التركية للعراق



المملكة السعودية و بعد فشلها الذريع في اليمن و العراق و سوريا نزلت الى الساحة مباشرة بتشكيلها تحالفا طائفيا يساندها في حربها بالاصالة بعد فشل الحرب بالوكالة..
اشعلت السعودية المنطقة بإعدام الشيخ الشهيد نمر باقر النمر  ، فقد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع ايران و تبعتها بعض الدول الدائرة في فلكها …
المنطقة الان على فوهة بركان قابل للنفجار في اية لحظة .
العراق لا يمكن ان يكون بمنأى عن لهيب النيران لاسباب عدة..
السعودية انفقت المليارات في سبيل اسقاط التجربة العراقية وهاهي اليوم تعرض اقتصادها لهزة قوية   ادت الى رفع اسعار الوقود و اجراءات اخرى فقط ليتضرر العراق يكون لقمة سائغة بأيديهم لاسامح الله.
ان تجاوز السعودية لحصتها النفطية و مشاكل سوق الاسهم ادت الى انخفاض كبير و تدني لاسعار النفط لا يتضرر منه العراق لوحده بل ايران و روسيا ايضا و لا ننسى ان السعودية نفسها ستعاني من هذا الانخفاظ اذا ما تضفنا الى ذلك انها تمول حربا مستعرة في اليمن ايضا..


الا تلاحظ عزيزي القاريء ان بوتين لم يعد يتكلم عن السعودية؟ و ان الاستخبارات الالمانية لم تعد تعتبر السعودية بلدا ارهابيا" ؟
لقد وصل المال السعودي الى هذين البلدين وسكتا !!! و ربما سيبتزون ال تعوس مرة اخرى بأي وقت يشاؤون ..فال تعوس لديهم مقولة شهيرة [اي مشكلة تواجهنا نرشها بالفلوس !!] ..
لقد قبضت روسيا وقبضت المانيا و ذهبت ادراج الرياح كل الشعارات الاستهلاكية التي رفعوها

23/12/2015

(( كيف يطبخ القرار لدى المرجعية الشيعية )) الحلقة الثالثة ( الاخيرة )

(( كيف يطبخ القرار لدى المرجعية الشيعية )) الحلقة الثالثة ( الاخيرة )

تكلمنا في الحلقة الاولى والثانيه عن مجموعة عوامل تساهم في صناعة القرار لدى المرجعية الشيعية وهذه العوامل كانت
١)) العامل التربوي ( الصقل بالروايات )
٢)) العامل الخبروي ( تراكم التجربة )
٣)) العامل الأخلاقي ( التجرد عن المصالح )
٤)) العامل الغيبي ( التسديد )
ولمراجعة الحلقتين إضغط هنا ‫#‏قرار_المرجعية‬




العامل الخامس : الحوزة جيش من المستشارين :
@ تخيل أنك تدخل الى غرفة العمليات الرئيسيه لحلف الناتو .. كم ستجد من الخبراء العسكريين المخضرمين ؟؟
أو تدخل الى وكالة ناسا الفضائية .. كم ستجد هناك من علماء الفلك ؟؟

فإذا دخلت الى حوزة النجف الأشرف .. ستجد الكثير من العلماء والفضلاء الذين تتوفر فيهم جميع العناصر السابقه من تربية عالية وخبرة متراكمة ودوافع اخلاقية وتسديد الهي .. وستجد نفسك بين قمم شامخه .
@ على مر الزمن .. ترى في حوزاتنا العلمية تنوعاً عجيباً لاتراه في أي من جامعات العالم !!
# دوماً هناك خبراء بارعون في الإقتصاد والرياضيات .. من السيد أحمد الخوانساري الى الشهيد السيد محمد باقر الصدر .. الى ما شاء الله
# ودوماً هناك خبراء بارعون في اللغات القديمة .. من الشيخ البلاغي .. الى السيد سامي البدري ... الى ما شاء الله .
# ودوماً هناك خبراء في الفلسفة .. من الميرداماد والملا صدرا .. الى العلامة الطباطبائي ...الى ما شاء الله .
# ودوماً هناك خبراء في السياسة والتعامل مع الخصوم .. من الشيرازي والأصفهاني .. الى الخميني والخوئي والسيستاني والخامنئي ..
# ودوماً هناك خبراء في التاريخ .. والرجال .. والأديان .. والعلوم العربية .. وغير ذلك الكثير.

@ لا ننسى كم مرة طرقت باب النجف الأشرف وقم المقدسة وقصدها الفلاسفة والمؤرخون والادباء والسياسيون ليتزودوا من نبع حوزة أهل البيت عليهم السلام ... وشواهد ذلك كثيرة حتى يزدحم الجواب .
@ قبل قرابة ١٥ سنة كنت بخدمة سماحة الإمام المفدى السيد السيستاني دام ظله أريد أن أسأله عن مسألة .. وكان يجلس بجواره الشيخ محمد صادق الكرباسي ( النحوي المعروف ) وشيخ اخر .. فقال الشيخ الكرباسي : لقد وصلتني دعوة من الأزهر في مصر للحضور وإلقاء محاضرات في العلوم العربية مقابل راتب مجزي .
فنظر إليه سماحة السيد وبقي ساكتاً .… فتكلم الشيخ الاخر وقال بإستنكار : شكو .. شيريد الأزهر .. إبقه هنا بالنجف .. النجف أحوج لكم .. وعندها تبسم الكرباسي وتبسم سماحة السيد دام ظله وكأنه رضي بجواب الشيخ .

@ هذه الخبرة في كل العلوم والفنون تذكرنا بتلك الحلقات النورانيه التي كان يجلس فيها الأئمة المعصومون عليهم السلام وحولهم رجال أفذاذ كمجلس الإمام الصادق عليه السلام وحوله زرارة بن أعين وهشام بن الحكم ومؤمن الطاق وغيرهم .. ولو تناولت سيرة كل واحد منهم لرأيته عالماً عجيباً بحد نفسه .. ومختصاً بعلم يبرع فيه الى حد لايجارى .
@ وكذا لو دخلت مجالس علمائنا .. ونظرت الى المحيط بهم من رجال العلم والفضيلة .. لوجدت لكل منهم من القصص ما يجعلك تقول .. هذا فقط ولا غيره .
@ وهذا الجيش من المستشارين والخبراء ... الذي يؤدي وظيفته في إبداء الرأي والمشورة خالصاً لله تعالى .. هو من يعزز قرار المرجعية الدينية وينضجه الى الحد الذي يكون مدروساً من كل نواحيه بشكل كامل غاية في الدقه .

@ يقول أمير المؤمنين عليه السلام ( من شاور الرجال شاركها في عقولها ) غرر الحكم / 10057
فكيف إذا كان الرجال .. علماء .

@ فترة سقوط الطاغية وما تلاها في العراق .. عشنا فيها ولمسنا جهود شخصيات فذه لاتزال تساند مرجعية النجف وتقدم لها الرأي والمشورة .. وكثيراً ما صدرت مواقف من سماحة السيد دام ظله كانت نتاج تشاور عميق مع تلك النخبة المخلصة من علماء حوزة النجف وبعض الشخصيات من خارج النجف .. ولإن كانت المصلحة اليوم في عدم التفصيل وذكر الأسماء _ لمخالفته رغبتهم _ فإن النجف ستشهد لهم يوماً ما وتظهر فضلهم وجهودهم في خدمة المذهب .. بكل إخلاص وتفان .
@ خلاصة القول في هذه النقطة : أن لدينا منظومة متطورة للدراسات الإستراتيجية وفهم كامل للاحداث ومعرفة تامة بتقلبات الأمور .. واجهت بها حوزة النجف كل الظروف بوعي وبصيرة لانظير لها .. فعلى سبيل المثال :
# فتوى الجهاد ضد الإنگليز ( ثورة العشرين ) التي أطلقها الميرزا الشيرازي .. سبقتها إجتماعات مكثفه للعلماء وتداول في هذا الأمر الخطير المتعلق بدماء واموال وأعراض الناس .. نعم نحن نسمع بالميرزا الشيرازي ولكن لا نقرأ عن الحيدري واليزدي والاصفهاني وغيرهم ممن كان له دور في هذه الفتوى .
# فتوى السيد محسن الحكيم ضد الشيوعيه .. سبقتها إجتماعات ومداولات دقيقه للغاية .. نعم نحن نقول أن صاحب الفتوى هو الامام الحكيم .. ولكن لا ننسى دور الامام الخوئي والسيد محمود الشاهرودي والسيد عبد الله الشيرازي والسيد محمد باقر الصدر والسيد مهدي الحكيم وغيرهم ..
# فتوى العلماء التي إستنقذت الامام الخميني من الإعدام .. والرسائل العاجلة التي انطلقت من النجف الى قم تطالب الشاه بوقف الحكم وتحذره .. كانت نتيجة طبخة ليلية لقرار صارم من المرجعية وكان لولبه الأساسي هم السيد محمد الشيرازي والسيد مهدي الحكيم .
# أنت تسمع عن قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني .. ولكن لاتعرف كم من العلماء الأفاضل الذين ضحوا وسهروا وتعبوا في طبخ القرارات وإنجاز المهمات حتى جاد الكثير منهم بروحه الطاهرة في سبيل هذا الهدف كالسيد دستغيب والسيد بهشتي والشيخ مطهري وغيرهم الكثير .. ومن العراق كان السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد الشيرازي من أوائل المساندين .. ولا تتفاجأ اذا قلت لك ان الامام الخوئي كان في طليعة من مهد الطريق لهذا النصر الإلهي .. نعم .. وعندما تقرأ رسائله الى الشعب الايراني والامام الخميني والشاه .. ستعرف أن الذين في قلوبهم مرض .. لايروقهم سماع ذلك ..
# وأخيراً .. ماعاشرناه في النجف أبان سقوط الموصل .. كانت النجف تتحرك مثل خلية النحل لطبخ قرار حاسم بحجم هذه المرحلة .. وبقوة ذلك الحدث .. وكان السيد المجاهد الامام السيستاني .. الذي قرأت عن ماضيه الجهادي والخبروي في الحلقتين السابقتين في أواوئل المتصدين لإتخاذ القرار .. ولولا إنزعاج تلك الارواح المخلصة التي تعمل بالخفاء ولاتحب الظهور .. لسطرت لك بماء الذهب أسماء من نور .. لمن وقفوا في تلك اللحظات الحاسمة يدافعون عن مذهبهم ومقدساتهم بكل شجاعه .. ويساندون المرجع الاعلى الذي بيده راية المذهب .. ويقفون معه حبا وولاءً لتلك الراية الميمونه ان شاء الله .. بينما راح بعض المرضى يبحث عن مصالحه الخاصه في هذا البحر من الدماء واللوعات .. ويطمع بوقوع زلة من المرجعية .. عسى ان ينزل قدرها ويرتفع قدره !!!
@ كنت قد ناقشت بعض البسطاء المغرر به، بالشعارات الاسلامية كالانفتاح والرساليه والحركية وغيرها .. وكان يقول لي ان السيد السيستاني ظاهرة فرعونية ( كما يردد مرجعه الذي يقلده ) ويقول دوماً إن فرعون يقول ( لا أريكم إلا ما أرى ) ومرجعكم السيستاني كذلك .
قلت له : ياصديقي ان بعض المفلسين الذين لم يبق لهم وزن في النجف هم من يحاولون ان يزرعوا في قلبك هذا الشك .. ولكي يرتفع هذا الاشتباه من هذنك وقلبك أدعوك الى :
# الذهاب لزيارة علماء النجف _ وبيوتهم مفتوحه _ وسؤالهم : حينما تحصل اجتماعات ماقبل اعلان المواقف .. هل يكون سماحة السيد مستمعاً أكثر منه متكلماً .. وهل ينتهي الاجتماع بإجماع الحاضرين .. أم برأيه الشخصي ؟؟

# حين إجتمع العلماء الاربعة في بيته بالنجف بعد تفجير قبة الامام الهادي عليه السلام .. هل كان مستمعاً أم متكلماً بشكل أساسي .
# ولماذا ياصديقي أعلن علماء حوزة قم المقدسه ومراجعها الكبار دعمهم وتأييدهم لهذا الرجل اذا كان يتصرف بوحي مزاجه الشخصي ولا يعبر عن رأي وقرار طائقة ؟
# ولماذا يحتفظون باختلافهم معه بالآراء ولا يظهرونه أبداً للناس .. ويحرصون على عدم إضعافه .. ويعتبرونه اضعاف للمذهب .. لماذا يفعلون كل ذلك .. ان كان يتحرك بحسب رأيه ويمثل نفسه فقط ؟!!
# دعني أسمي بالأسماء .. لماذا يحترم السيد الخامنئي دام ظله وهو الولي الفقيه وجود هذا العلم في النجف لولا أنه يمثل الطائفة .. هل قرات المراسلات بينهما ؟؟
ولماذا يحترم السيد الحائري دام ظله وجوده وقراره ويكرر دوماً الإلتزام بأمره .. هل قرأت بياناته ؟؟

# كلا ياصديقي : علماؤنا أهل الآخرة والفناء في الله .. لاتتوقع منهم إلا هذا التصرف .. أما أهل الانا .. الذين لايطيقون انصراف وجوه الناس لغيرهم .. فمن الطبيعي أن يستشيط بهم الغضب .. ويتملكهم الحسد .. ليقولوا عنه فرعون .. ونمرود .. وأكثر من ذلك .
@ يحكى ان المرجع الراحل الميرزا ابو القاسم القمي كان في مجلسه ويحيط به طلبته اذ دخل المرجع الكبير مؤسس حوزة قم المقدسة الشيخ عبد الكريم الحائري قدس سره .. ولما استقر به المجلس عرض مسألة على الميرزا القمي وناقشه فيها .. وبعد النقاش كتب سطوراً على روقة واعطاها لخادمه وقال له امام الجميع : ان هذا هو جواب الميرزا القمي وهو ادق من جوابي .. فإذهب الى غرفتي ومزق الجواب الذي كتبته انا وارسل هذا الجواب بدلاً عنه .
@ انك رأيت العلماء اجتمعوا في قضية تفجير القبة الطاهرة .. لقد صوروا ذلك الاجتماع لتخفيف الضغط النفسي عن قلوب الشيعه التي كانت تغلي حينها ولاتزال .. وكانت رسالة الى الناس أن أمركم بيد أهله ولم تضع وحدة كلمتنا حول الحداث المصيريه .. وإقتضت هذه الرسالة أن يصوروا ذلك الاجتماع .. ولكن مالاتعرفه ان كل ليلة .. وكل ساعة في حياة حوزاتنا العلمية .. تشهد جهوداً حثيثه .. ودراسات مستفيضه .. من جنود صاحب الأمر عجل الله فرجه .. ليكونوا مستعدين لكل الظروف .. وفي جميع الاوقات .
@ كلمت بعضهم يوماً بهذا المعنى الذي اكتبه .. فقال مستنكراً اين هي هذه الجهود ونحن بهذه المشاكل والمصائب .. فقلت له : نعم هذه الجهود حفظت المذهب امام هذه المصائب التي كان يفترض ان تمحوه من الوجود .. واما اذا اردت الحديث عن التقدم للاحسن .. فأنا الذي اسألك : أين أنتم عن التزام أوامر العلماء .
تمت حلقات الموضوع
وصلى الله على محمد واله الطاهرين .



صفحة منتدى الزهراء عليها السلام الاسلامي على الفيسبوك

18/12/2015

(( كيف يطبخ القرار لدى المرجعية الشيعيه )) الحلقة الثانية

(( كيف يطبخ القرار لدى المرجعية الشيعيه )) الحلقة الثانية

رحلة في مجالس العلماء
ذكرنا في الحلقة الأولى عاملين مهمين في البناء القيادي للمرجعية الشيعيه وهما
1. العامل التربوي ( الصقل بالروايات ) وذكرنا عظيم ما للروايات من أثر في حكمة القرار ومدى ما يستمده العلماء من بصيرة ووعي من هذه الروايات وهم كما وصفوا أنفسهم ( كلامكم نور وأمركم رشد )
2. العامل الخبروي .. وتراكم التجارب الكثيرة لدى القيادة الشيعية والذي يجعل الامور والنوايا والخفايا كلها واضحه أمامهم والأحقاب التاريخيه تتكرر مع اختلاف الاسماء والألوان والشدة والضعف ولكن اللب واحد .

ولمراجعة الحلقة الأولى إضغط هنا ‫#‏قرار_المرجعية‬


______________________________


ثالثاً / العامل الأخلاقي : 



@ ثورة التنباك تعتبر واحدة من أعظم المشاهد في تاريخ الشيعة .. وطريقة إدارة الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي لها كان بارعه للغاية وإنتهت بسحق الشركات الأجنبية بالكامل وتحرير الاقتصادي الايراني منها .

@ لعلك أيها القارئ الكريم تحتاج للقراءة عن ثورة التنباك لتعرف جيداً ما أتكلم عنه ... وقد ضحكت أسفاً قبل أيام عندما شاهدت أحدهم يضع عنوان عريض لحلقة برنامجه حول الدخول التركي للعراق ( نحن بحاجة الى فتوى تنباك ثانيه ) من دون أن يلتفت أن المرجعية الشيعية واحدة ومستعدة دوماً .. ولكن من أين لنا بمثل زوجة الشاه القاجاري التي كسرت نارجيلته بفتوى السيد الشيرازي !!!
@ وعلى العموم .. يقال أن الميرزا الشيرازي عندما إنتصر في تلك المواجهة .. وتم الاعلان عن إفلاس وخروج الشركات الاجنبية .. كان طلاب الميرزا جالسين مع أستاذهم .. وإذا به يبكي بكاءً شديداً .. فإستغربوا من ذلك وسألوه عن سبب بكائه فقال : أبكي لحال العلماء في مستقبل الايام .. فحتى الآن كان الإنكليز يعتقدون أن دور رجال الدين دور محدود ويمكن شراؤهم بالأموال أو خداعهم بالوعود .. ولذلك لم يكونوا يعملون على إسقاطهم .. أما الآن وعندما إضطررت لمواجهتهم فقد عرفوا أن رجل الدين لايمكن هزمه بالحيل والألاعيب .. فسوف يسلكون طريق آخر وهو إسقاطه من أعين الناس !!
@ وبالفعل هذا ما عمل عليه الإنگليز .. فكانوا يحرصون على إفهام المجتمع أن رجال الدين لهم مصالح خفيه وعلاقات مشبوهه .. فلا حاجة لإتباعهم لأنهم يتاجرون بكم ..
هذه ليست تهمة أرميها على الإنگليز .. بل هي الحقيقة بعينها .. فبمجرد أن يشعر المجتمع أن قيادته الدينية تجامل على حسابه أو لاتنحاز لصالحه .. سينفرط عقد الإجتماع الشيعي و ( فتفرقوا وتذهب ريحكم )
# كان السفير البريطاني يأتي أمام الناس .. ليقدم هدية مالية للسيد أبي الحسن الأصفهاني .. فما يكون من السيد إلا أن يقبلها منه وسط مفاجأة الجميع .. ثم يرجعها اليه مرة أخرى ويقول : هذه هدية منا الى مسلمي الهند التي تحتلونها !! .. فيخرج السفير وهو يقول : أردنا خداعه فخدعنا . ( وقد حصل موقف مشابه للسيد السيستاني مع سلطان البهرة )
# وكان يأتي القائد الإنگليزي للسيد كاظم اليزدي ويطلب منه مغادرة النجف ليتم قصفها بعد مقتل الضابط مارشال .. فيقول له السيد نعم أقبل بذلك ولكن بشرط اخراج عائلتي .. فيسأله القائد وكم عددهم فيقول : أبناء النجف كلهم . ( وتكرر المشهد بعينه مع عائلة السيد السيستاني في معركة النجف مع الامريكان )
# وعبثاً حاول بول بريمر لقاء سماحة السيد السيستاني ليقال أن المرجعية الشيعية تجالس الإحتلال وتمد معه جسور التفاهم .. ولكن الطرد كان مصيره حتى لم يجد من يشتكي له سوى زوجته !!!
# ومن جميل ما ينقل عن آية الله أغا علي الهمداني قدس سره أنه كان لايقبل هدايا الملوك والأثرياء ويقول : ثوب علماء الدين أبيض جداً .. فالنقطة السوداء مهما كانت صغيره ستبان عليه .…
@ كل هذه المواقف التي إختزنتها ذاكرة الوجدان الشيعي .. عن مراجع ثابتي الموقف الأخلاقي .. لايجاملون على حساب أمتهم .. ينحازون للفقراء .. ويميلون للضعفاء .. يكرهون مجالس الحاكمين وموائد السلاطين .. ولايقفون على أبواب الملوك ولو إنطبقت السماء على الأرض .
@ كل هذه المواقف زرعت في هذا الوجدان الشيعي حباً وولاءً للعلماء .. مستمد من حبهم لأمير المؤمنين عليه السلام .. لأن سيرة العلماء سيرته .. ومنهاجهم منهاجه .
@ نعم .. شباك صيد الإنكليز التي يرمونها مهما كانت ممزقه .. لاتخلو من إصطياد لبعض مرضى القلب ممن يقيسون الأمور بميزان نفسهم .. فلا يتوقعون وجود هذا الكم من النزاهة والثبات لدى العلماء .. لأنهم لم يذوقوا طعم النزاهة يوماً .
@ من مضحكات الدهر ان شخصاً أخرق مثل حسن الكشميري الذي جند نفسه وقلمه لهتك حرمة العلماء ( بل واعراض العلماء) عندما يذكر قصة زيارة ( فرح ) زوجة شاه إيران للإمام الخوئي في النجف .. يقول أنها تمت بترتيب وعلم مسبق من السيد الخوئي كما تقول ( فرح ) ولكنه لايصدق ما يقوله السيد قدس سره .. أن الزيارة تمت بشكل مفاجئ وأن السيد الخوئي ماكان ليسمح بدخولها الى مجلسه لولا المفاجاة ..
وصاحبنا يصدق فرح ويكذب السيد !!!

@ نعم وألف نعم .. لازال الإنكليز وأذنابهم يسعون بكل الطرق منذ ١٥٠ سنة حتى الان .. الى إسقاط هذا العامل الأخلاقي للعلماء وتصويرهم كإنتهازيين مصلحيين ..
@ وأولئك الذين يأتيهم دعم غريب ليفتحوا فضائيات دينية تبدأ بالدفاع عن منهج الأئمة عليهم السلام .. وعندما تستمر لفترة وتثق الناس بأصحابها وتصدق أنهم انما يدافعون عن أهل البيت .. تبدأ بالطعن على العلماء .. وحتى الآن لدينا أربع فضائيات مشت على نفس المنوال .. بدأت بالدفاع أمام الوهابية .. وإنتهت بالطعن على العلماء .. وكلها مقرها في الغرب .. فيالها من صدفة لمن يؤمنون بالصدف !!!!!
@ وخلاصة القول في هذه النقطه .. أن قرارات القيادة الشيعيه ( الفقهاء ) .. محكومة بالعامل الأخلاقي .. وعدم التهاون في هذا الأمر .. وكل ما يصدر من هذه القيادة يجب ان يلاحظ نزاهته وعدم تأثره بأي ميل شخصي أو شائبة مصلحيه ... وهذا هو معنى تحمل أمانة اهل البيت الذين أوصلوا لنا هذا الثوب نقياً طاهرا .
# ولهذا أصبحت الناس تثق بكلمة قالها سماحة السيد السيستاني دام ظله وهي ( ليس لي أمل إلا ان أرى العراقيين اعزاء )
# ولهذا أصبحت الناس تتمسك أكثر بخط الفقهاء العلماء بعد أن أيقنت أنه أبعد شيئ عن المصالح .. وان الخطوط الحزبية والسياسية مهما تغنت بالإسلام .. ورفعت شعارات الدين .. فإن مصلحتها الذاتيه تبقى على رأس قائمة الأولويات .
# ولهذا أيضاً .. أقول لكم هذه الكلمة فإحفظوها : إن أهم شيئ وأقدس شيئ لدى ذلك الرجل الجالس في زاوية منزله في النجف الأشرف .. هو أن يحفظ للقيادة الإلهية الشيعية هيبتها ومكانها .. بعد كل سيول الإتهامات والاباطيل .. فهي أمانة في عنقه .. ومسؤلية في عاتقه .. وليست إرثاً عائلياً ... فناموا أيها الحالمون بسقطة أو هفوة .. فلن تجدوا .

____________________________
رابعاً / العامل الغيبي ( التسديد ) :

# صحيح أن الروايات .. تكشف السبل وتنيرها ..
# صحيح أن تراكم الخبرة .. يسهل الكثير من المهمات في إتخاذ القرار ..
# صحيح أن الجانب الأخلاقي يمنح للقيادة قوة ذاتيه و تجرداً كاملاً عن الميول ..
ولكن ...
يبقى القرار .. ليس سهلاً .
ويبقى العدو .. صعباً وشديداً ..
وتبقى الظروف .. مرةً ومعقدة
وحتى الجبال .. لاتطيق حجم المرارة التي يشعر بها المؤمن .. في زمان مثل زماننا .. بين مفسدين ملئت بطونهم من الحرام .. وشهداء تركوا آلاف الأيتام .. ومجتمع مشغول بالنزاع والصراع على توافه الأمور .. مشتت متفرق .. لايعلم ما يراد به من كيد .. تأخذه الدعايات والعصبية .. وتستفزه الألاعيب الشيطانيه .. يفكر بعاطفة لابعقول .. يترك الرأس ويتبع الذيول ..
فأي قيادة إلهية تمسك زمام أموره بغير شق الانفاس .. وتقوده بدون عظ الأضراس .. وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام ينصح الناس في نهج بلاغته (( أيها الناس ألقوا هذه الأزمة التي تحمل ظهورها الأثقال من أيديكم ولا تصدعوا على سلطانكم فتذموا غب فعالكم. ولا تقتحموا ما استقبلتم من فور نار الفتنة وأميطوا عن سننها وخلوا قصد السبيل لها. فقد لعمري يهلك في لهبها المؤمن ويسلم فيها غير المسلم )).
فكان الله في عون القيادة الالهية .. وحق لها التوسل بالله وبصاحب الزمان ليعينها على حمل المسؤوليه .

@ هنا أيها القارئ الكريم .… لامكان للأدلة والبراهين .. في إثبات هذه النقطه .. فالحديث حديث الوجدان .. وحديث أول صفحة في القرآن ( الذين يؤمنون بالغيب ) .
غريب جداً .. ما حصل من شبهة لبعضهم .. حتى أنكر امكان حصول اللقاء بإمام الزمان روحي فداه في زمن غيبته .. مع تكاثر الأخبار .. وتوارد الآثار .. على فوز جملة من علمائنا بيمن لقائه .. وتزودهم من موائد عطائه .. وهل ياترى يمكن حمل هذه المصائب بدون سفينة النجاة .. أو تجرع هذه النوائب .. بغير ماء الحياة .. وهو سلام الله عليه القائل (( إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللاواء واصطلمكم _ إستأصلكم _ الأعداء ))
@ قال لي أحدهم .. لا أفهم كيف تقبلون بقصة حضور أمير المؤمنين أو الزهراء عليهما السلام عند العقيلة زينب ليلة الحادي عشر من المحرم ؟!
قلت : وأين الإشكال ؟؟ فقال : زينب هي زينب في صبرها .. لاتحتاج لمن يشد أزرها !!
فقلت : والحسين هو الحسين في مصابه .. والسبي هو السبي في عذابه .. بلى والله .. مثلك تلك القواصم .. تحتاج لحضور الخمسة أصحاب الكساء .. عند سليلة المجد والإباء .

@ أنتم ترون القيادة قوية .. صلبة .. منضبطة الأعصاب .. وتشاهدون خطب صلاة الجمعة في الصحن الحسيني تأتي مختصرة الألفاظ .. ليس فيها زخماً عاطفياً ومشاعر كبيرة ..لأنها تحسب حساب لأكثر من عشرين جهة محلية وإقليمية ودولية .. كلها تستمع في وقت واحد .. وتريد ان تستخلص ما ينفعها أو ما يمكن إستغلاله إعلامياً .. فلذلك يكون الحديث على هذا المنبر في هذه الظروف المعقدة .. أشبه بسير في حقل ألغام .
@ وضبط الأعصاب هذا .. قد يراه السذج من الناس بروداً او عدم مبالاة !!
كلا .. ليتك ترى هذه القيادات الإلهية التي تبدو منضبطة الأعصاب .. كيف يكون حالها في جوف الليل ..
# ينقل ان الإمام الخميني قدس سره .. كان عندما يواجه وسائل الاعلام ويتكلم عن الشاه كما لو كان طفلاً يمكن اسقاطه بصفعة واحدة .. نفس هذا السيد القوي كان يسمع منه أنين ونحيب بالغ المرارة في صلاة الليل وهو يتوسل الى الله تعالى والأئمة المعصومين عليهم السلام كطفل صغير يطلب العون والمدد .
# ويذكر الشيخ الكوراني أنه سأل سماحة السيد السيستاني دام ظله عن قوته وصلابته وكيف يتحمل هذه الظروف المعقدة من كل النواحي .. فأجابه السيد جواباً مفاجئاً لم يكن يتوقعه لأن السيد عادة لا يتحدث عن مثل هذه الأمور .. فقال : عندما تضيق وتشتد الأزمات آخذ سجادتي وأصعد الى سطح الدار وأتوسل بالله تعالى بجدتي الزهراء عليها السلام أن تعينني .
# وقد سمعت من بعض الطلبة الكرام في حوزة النجف الاشرف أنه في يوم تفجير قبة الامامين العسكريين عليهما السلام عندما حصل إجتماع المراجع في منزل السيد السيستاني دام ظله كان سماحته يجلس بهدوء وثبات حتى تم ترتيب الامور وتقرير الخطوة المطلوبة .. ولكن بعدها في اليوم التالي أو ما بعده _ والتردد مني _ كان محتاجاً لفحص دوري لقلبه المتعب .
# نعم .. أمانة ثقيله تحتاج لرعاية من ولي العصر عليه السلام
وسيرة علمائنا حافلة بالشواهد على هذه الرعاية الشريفه .. من المفيد .. الى الحلي .. الى الأردبيلي .. الى بحر العلوم .. الى ماشاء الله من رعايته وتأييده للأمناء الورثة .
@ ولهذا .. فإن القرار لدى القيادة الشيعيه لا يكون خالياً من عنصر التوكل على الله والثقة بنصره الغيبي ماداموا ينتظرون منه هذا العون ..
(( إِنَّا لَنَنْصُرُرُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (٥١)) غافر.
يتبع في الحلقة الثالثة .


منقول للفائدة: صفحة منتدى الزهراء عليها السلام الاسلامي على الفيسبوك