مشاركة مميزة

فييتنام ... كما رأيتها

 اصبح السفر الى خارج العراق  للعمل او السياحة او العلاج امراً عادياً، ولم يعد كما كان قبل عام 2003 حكراً على فئة معينة.

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث لي كلمة. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات
عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث لي كلمة. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

23/06/2020

[#وطنجي]  ذكريات من زمن الحصار

[#وطنجي] ذكريات من زمن الحصار

#وطنجي 
#الحلقة_1



لم يكن من السهل نسيان ذلك اليوم من عام 1990 عندما ظهرت النتيجة بالنجاح و التخرج , كانت أحلامي كبيرة واكبر من ان يسعها العراق المضطرب أنداك و المشغول بمناوشاته السياسية مع الكويت و ألإمارات…

كنت حينها قد رزقت بطفلة مصابة بالفتحة الولادية و منذ ذلك الوقت كان الطب متخلفا جدا حتى قبل الحصار .
أثناء الدراسة الجامعية آليت على نفسي ان لا أتعاقد مع أي تشكيل عسكري تابع لهيئة التصنيع آملا أن أتخرج لأجد سبيلا آخر للعمل و بذات الوقت فأنا لا احب العسكرية بطبيعتي و منذ الولادة حتى ان انني كتبت في بطاقتي المدرسية نادرا ما يهتم بالامور العسكرية مخالفا بذلك جميع زملائي الذين كتبوا ما يريده السلطان انذاك بين محرج و مجبر…!!!!!.

قام النظام انذاك بإيقاف كل التعيينات على القطاع العام كي يضطر الشباب للتعاقد مع التصنيع العسكري و ليبقى عشرة اعوام مهددا حتى تنتهي مدة العقد ويكون مجزياً عن الخدمة الاجبارية المذلة.

وجدت نفسي لا اقوى على شيء وانا انتظر رويدا رويدا السوق الى مقبرة العقول وهو التجنيد الإجباري , حيث يتحكم بك من هو اقل منك علما و عقلا حتى تصل الى توجيه الاهانة لك و لعيالك فقط لانه الامر وانت المسكين المتلقي للامر…..

ماذا افعل ؟ قيل لي ان هناك مصنعا يطلب مهندسين وانك متزوج فلا خوف عليك حتى لو اصبت بالعقم بعد العمل و مع هذا ذهبت وقدمت أوراقي ولم يصل الجواب …

تم "السوق" و هي كلمة قاسية جدا على انسان فأنت تساق بالعصا كالحيوان تحت شعار خدمة العلم , وجدنا بعض من الضباط من يقدر ويحترم العلم و الكفاءة العلمية فكان يعاملنا معاملة مخففة و لا يرضى بإهانتنا فكانت بارقة امل لنا…

"لقد غدر الغادرون … وارتكب زميل الشيطان( بوش ) جريمته النكراء …..” هكذا ابتدأ رئيس النظام البائد خطابه الموجه من أحدى الحفر إلى الشعب العراقي …

إذاً وقعت الحرب التي لا محالة منها بعد ان فشلت كل الجهود الدولية و العقوبات و الحصار الذي دفعنا ثمنه كشعب و ماتت ابنتي تحت طائلته في إيقاف الطاغية عن مغامراته و رعونته.
جاءنا احد الجنود مازحا … يا الله  يالله …
أجبناه 
وين ؟
كل واحد يلم يطغه و للجهراء
ثم انفجر ضاحكا مبينا لنا أنها مزحه…

 زميلي "الدوري" الذي كان له فضل علي في اختيار الفرع الذي ادرسه عندما كنا في معسكرا تدريب الطلبة وانقذني من الدراسة بجانب شلة من المزمنين في فرع السيارات كان معي في ذات المعسكر..
كان يجيد اللغة الفرنسية وكنت لا اعرف سوى "لا فاش كيري" التي اسمعها من منونت كارلو وترجمتها البقرة الضاحكة فصحح لي..
- لا يابه !!! البقرة التي تضحك !! الهايشه !!!
-عدنا هايشه و عدهم فايشه !!!
ثم يذكر حال فرنسا المتقدم وحالنا المتخلف ثم

- اوهو امداكم وامداي و الامة العربية جميعا ع الواهس !!!
وهو الذي تفحص نشرة مونت كارلو باللغة الفرنسية ولم يجد فيها شيئا جديدا حتى اعلنت الضربات من كل المحطات…
حتى امرأته التي كانت تزوره الى الكلية كانت تدرس اللغة الفرنسية , وقد تعلم الفرنسية عندما ارسلته الحكومة الى فرنسا لدراسة الهندسة في فرنسا على نفقة وزارة الدفاع وبعد ثلاث سنوات قالو لهم:
- لا نحتاج اختصاصكم عودوا الى العراق
و عادوا معنا من المرحلة الاولى حتى التخرج
(بعد انشط)

ازدادت شدة الضربات و كان يسمح لنا بالنزول ليومين فقط بين فترة واخرى على ان نعود بوقت محدد والى مكان محدد…
كنت أرى محطات الوقود تحترق لتحيل مدينتي إلى دخان وليلها إلى نهار و صفارات ألإنذار تنطلق بين فترة وأخرى, كل هذا وانا اقف تحت العمارة التي تمر من أمامها السيارات التي تقلني إلى القصبة التي اسكن فيها و امضيت الليل كله على هذا الحال…وفي الصباح حصلت على سيارة أجره و بأجرة مضاعفة !!!..

في احد ألأيام جاءت لجنة لانتقاء ممن يرغب بالعمل بالتصنيع العسكري , ومع هذه الحرب الضروس وغياب الأمل بانتهائها قدمت نفسي للجنة و وعدوني بالحصول على الموافقات خلال مدة قصيرة وهو  ما حصل…
وصلنا العاصمة بغداد و اخبرونا اننا في اجازة لاسبوع حتى يتم تنسيبنا الى المواقع التي يريدون ف "المنشأة" اقرب في عملها الى العمل المدني بعيدا عن العمل التصنيعي العسكري وان ارتباطها فقط بالهيئة ….

توجهنا إلى أهلنا كل إلى محافظته لنتمتع بالعطلة قبل التنسيب , وفي اليوم الخامس من الإجازة استيقظت صباحاً على نداء غريب لم اسمعه منذ ولادتي ولكنه هز جسدي هزاً و كأنه معجون في دمي…

- ابد و الله ما ننسى حسيناه
هذا النداء لم يكن موجودا ايام اللانظام فماذا حصل ؟
أبلغت أن انتفاضة قد حصلت وفي طريقها لإسقاط النظام بعد الهزيمة المذلة في حرب الكويت…

<<< وللحديث صلة>>>>


12/06/2015

اختاروا انتم العنوان بعد القراءة المتأنية ...و اقول كي لا يقطع سبيل المعروف

اختاروا انتم العنوان بعد القراءة المتأنية ...و اقول كي لا يقطع سبيل المعروف

وجدته ذات يوم على مفترق طرق مادي واخر معنوي ,قبل ان يتوجه الى بيته البعيد عن بيتي كانت الصدفة المحظة التي جمعتني به , وقبل ان يتخذ طريقا اخر يمقت الحياة و لايرى بعدها بريقا للامل وجدته

كان منهارا تماما ,لايرى بريق امل,اسودت الحياة بوجهه ,ذلك الوجه الحنطي ذو الانف المعقوف و الجبين المعفر بتربة الصلاة و الشفاه الذابلة من خشية الله ومن عبادة الله...

سألته,ماذا جرى و لماذا انت على هذا الحال ؟ لم اراك يائسا وقد علمت ان القنوط من رحمة الله من اشد الذنوب و ان المصلي التالي لكتاب الله عز و جل؟

قال لي:يافلان اعلم ان الدنيا اسودت بوجهي ولم اعد اثق ببشر من بني حواء وادم ,كلهم يريك عسلا ويبيعك سما زعافاو لكن لانني اعرفك و اعرف قدرك بين بني قومك و اعلم انك البقية الباقية من بني ادم في مدينتي يمكن ان احكي له سوف احكي لك !!!

اهل المنكر قطعوا سبيل المعروف
قلت:نسأل الله ان لا نخيب ظنك ياشيخ

قال:اعلم يافلان ان لي بنتين كالورد المتفتح في الصباح بلونه و عطره ,ربيتهما من الحلال, لم تأكلا  الا من مال مخمس و من كد يدي و من حلال ...

كن معجزات في الدراسة ,من الاوائل  اغلب الاعوام لكن لضعف حالنا اخترن مهنة واحدة يتدربن عليها بعد المتوسطة رغم الحاحي عليهن بإكمال الدراسة !!!

تخرجن بعد ثلاث سنوات و عملن بعد التخرج ,لم اكن بحاجة الى النزر اليسير الذ كن يتقاضينه وقلت لهن احتفظن به لقابل الايام و اعتمدن على الله ثم علي ولن اقصّر ان شاء الله...

جائني شخص معروف ميسور و طلب الصغرى لابنه ,سألتها امها و اعادت لي الجواب بالموافقة و اعدت عليها الكرّة فلازالت راضية ......و لشهرين متواليين هما محرم وصفر لما لهما من قدسية و جمع لشيعة علي امير المؤمنين عليه السلام ,استفدت من تواجد المؤمنين و سألت عنهم فلم اجد لهم الا المادحين ....!!!!

يعلم الله انني لا افرق بين فقير و غني و ميسور و معسور و لازال الكلام لمحدثي  ابحث فقط عمن يخاف الله و اجد الامان لابنتي عنده....

و جاءت (فرحة الزهرة) و جاء معها اليوم الموعود لزفاف الصغرى ,ليلة زفافها استبرأتها الذمة فردت مستغربة : ولم يا ابتِ؟
قلت لها :انني لم اجد منك كلمة امتعاض و لا بطر و لا طلبات كالتي تصر عليها البنات في عمرك ,اجدك اول من يستيقظ بعد الاذان ,واجبات البيت تقومين بها بلا الحاح منا و اجد انها لذتك في هذا البيت فجزيت خيرا....

مضى العام الاول لها و لم تشكو لي شيئا كعادتها و مضى العام الثاني ووجدت همسا بين امها و بينها وعرفت انها لكما تتصا بأمها كانت تبكي ....
اخيرا عرفت ان هذا (الميسور) ما طلبها الا لتتكفل معيشة ابنه و لم يطلبها الا ليستفيد من النزر اليسير  من راتبها ,لم يكلف نفسه النفقة كما امر الله تعالى و لم يكن رجلا بمعنى الكلمة ليس هذا فقط ....بل ليس لديه انفه و لاحمية تجعله يستعفف عن مالها الذي كدها و تعبها من الحلال....

لا اطيل عليك و الحديث للشيخ العجوز ما حصل للصغرى حصل للكبرى  التي تزوجت بعدها بأيام  و كانت تحذو حذوها حذو النعل للنعل ,بل وكأن النذالة و الخسة قد تواصوا بها ....

بعد البحث و التمحيص وجدت ان كل من سألتهم غشوني تحت ذريعة (مانريد نوكف قسمة) و قد كتموا شهادة الحق فالويل لهم يوم لا ينفع مال و لابنون .....و قد تحملت من المعاناة ما لا يحمله بشر جراء هذا ....

بل و ازيدك من الشعر بيت ان (المشية) التي جلبها من طلبوا الثانية كانوا (فضائيين) لا يعرفون الطرفين و لا يعرفون لماذا اتوا اصلا حتى دخلوا بيتي

قال لي: ابعد كل هذا يافلان تريد مني ان لا اعيش الهم و الغم و الكمد .... كتمان شهادة الحق ..... و شهادة الزور .... و اكل اموال المرأة قهرا كما حصل في الجاهلية الاولى و تريد مني الصبر و الامل

بذهول شديد انسحبت ولم انبس ببنت شفه !!!!
ااقول له اصبر؟
لقد عجز الصبر عن صبره !!!
ااقول له توكل على الله ؟
سيماه في وجهه من اثر السجود

تمتمت و انا ابتعد مذهولا ..... لاحول و لاقوة الا بالله العلي العظيم